تعريف و معنى عَلا في معجم العلم لمعاني الكلمات

عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْت عُلْوه وفي عُلْوِه
قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُه وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بع الرُّجَّاز وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاّ مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّ وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه وعالاه وعالَى به؛ قال كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّ ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلا فلاناً إذا قَهَرَه
والعَليُّ: الرَّفيعُ
وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أب ذؤيب عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَت نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِل تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم
وأَخذَ من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالو ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قا أَعْشى باهِلَة إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَر ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقو لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عال يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلال جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعال أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِ إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَ تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَ أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه
والعا والسافلُ: بمنزل الأَعْلى والأَسْفل؛ قال ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيه مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِي وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا
قال ابن السكيت: يقال أَتَيْت مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، وم عَلْوَ ومن عَلْوِ
قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكس اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَل وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَل وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَن وأَما قول أَوس فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُ فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام
وقا الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُ بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها ، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلّ الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قول تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوّ الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذ بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما ل تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُ ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصا والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَ تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَم الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها والعَلاءُ: الرِّفْعَة
والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوض دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذه الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَب عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابنا مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كا العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّ باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَ عَلاءً وعَلْواً وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ
والعُلُوُّ: العَظَم والتَّجَبُّر
وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْك الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقا مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا ف الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض
يقال: عَلا فلانٌ ف الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى
وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ
ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَل وتَعَظَّمَ
واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُل والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، ه الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فه أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قا الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيّ الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوق شيء
ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته
وأَما المُتعا: فه الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وق يكون المُتعا بمعنى العا
والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عال واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلم العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَن لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شري له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين وهو العَليُّ العظيم
وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلّ شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا ف مُهْلة
وعَلِيَ ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَ عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بي اللغتين:لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيت (* قوله دأداني وقد جويت» هكذا في الأصل
قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عند عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحك اللحياني عَلا في هذا المعنى ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَب الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه
وفي الحديث: تَعْلو عنه العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِم أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم
وفي حديث قيلة: ل يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ
وف حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وه عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ
واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُ عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة م العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّن بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْل أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ
وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي تَنَحَّ
وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن ل نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا
وفي حدي ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْل عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء ف الوَقْف جيماً
وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّ عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُور أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ م السَّلَع والعُشَر
ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر
وف حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْر عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ث يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِل أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْه بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم
وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَد السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رض الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَ والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَب الشَّرَف، وجمعها المَعالي
قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ
يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَ من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضع حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَري رَفيعٍ
وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِ (* قوله« من علية قومه إلخ» هو بتشديد اللام والياء في الأصل
وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة
قال ابن بري: ويقال رَجل عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْر ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وه في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثل مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنّ هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْو دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضه يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة
وقال الأَصمعي العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج وبِيعَة لِسُورها عِلِيّ وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووز عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة
قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر م عُلِّيَّة
وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بض العين وكسرها وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِد أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه
وفي حديث ابن عمر أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ
وعَوال الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حي خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنه عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّما لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْح ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِل أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذك العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراض المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جه نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر عل غير قياس؛ وأَنشد ثعلب أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامع وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ
وعالوا أَتَوُا العالِيَة
قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلدا وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنث عُلْوِيَّة
ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إِذا أَتى عالِية الحجا ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُحَجَّرٌ وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُه وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً، (* قوله«وعلياً» هكذا في الأصل والمحك بكسر العين وسكون اللام، وكذلك في قراءة ابن مسعود، وفي القاموس وشرحه والعلي بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعلياً اهـ
يعن بكسر العين واللام وتشديد الياء)
وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجب وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماء عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كم يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه م لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبوي ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَب كبير الهُذَلي ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَم جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّ أَي في الظلام
ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاح العُقَيْلي غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَ وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ
وقوله ف الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها وقيل منْ عندها
وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقا رَمَيْتُ بها؛ قال أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَ وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال اب الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو ع صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْل قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فم يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هن بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حدي أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدو ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاّ من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاق المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْت القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَت علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَص للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِض الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لم يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذ عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقال الخنساء:سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَه وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: ل يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إِذا قل عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به
وف الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْ زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه
قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيدا منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حي كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ
قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كله يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة
قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رج منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجه ومع وجهك
وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: عل بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده
قال اب كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْر الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَ الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إِذا جُعِلَت أَخبارا ولا يغْري بها
ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يري النُّهُوض
وتَجِيء عل بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إِذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم
قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قا المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَ الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيد ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَل يَعْلُو؛ قال طرَفة وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِر ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها عل حالها؛ قال الراجز أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواه نادِيَةً ونادِياً أَباها طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاه ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد ناجِيةً وناجِياً أَباه قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا
وقال أَبو حاتم: سأَلت أَب عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل
وعلى: حر خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَم رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَ أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كان كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إِذ اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس
وتقول: عَليَّ زيداً وعَليّ بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قا أَبو ذؤيب وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَن يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَع أَي بالقِداحِ
وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْ على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنّ الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخ المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازم لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُم ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لم كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق
يقال: ضرب عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه
والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ ف عُنُقهِ
والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بي العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه
يقال: أَعطاه أَلفا وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَ مثل هِراوَة وهَرَاوَى
وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها
والعِلاوَةُ: كلُّ م عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاء والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِن تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُم والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَن شَذَّ
والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْي والثَّنايا السُّفْلى
يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومن قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وه بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله علي وسلم حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِن خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُق قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَ لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف
والعلْيا: اسم للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياء لأَن فَعلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كم أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها ف فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِر الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه
وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك
ورجل عَلُوٌّ للرجال عل مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء الت حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلا واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَه وقَهَرَهُم وعَلاهُم
قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى قال الليث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَ على الغاية
وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ
وقالوا في النداءِ تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر والتَّعالي: الارْتِفاعُ
قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرج تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَ تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْل من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْه عنه
وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى
وعَلا بالأَمْرِ اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ ب كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير (* قوله«العرير» هو هكذا في الأصل
اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِ لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدان هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَ شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيا يقول: إِذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِ ،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلّ به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه
وأَعْلَى عنه: نَزَلَ
وعَلَّى المَتاعَ ع الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاّ مُسْتَكْرَهاً
وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقا أَعْلَوْه ولا عَلَّوه
ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ على قو بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ
ويقال: عالَيْتُه على الحما وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُور عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُور وقال فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَع لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَع أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها
ويقال لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فو الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْ رائِحَتَك ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَ إِنْسِيِّها والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وه أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبع فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِ لم يَفُزْ والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثا ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَب عبيد وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصم وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّه جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِم يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَ لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلا للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها
قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَ عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُ والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ
والعلاة السَّنْدان
وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وه السَّنْدانُ، والجمع العَلا
ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها ف صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَة جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيا أَي طَوِيلَة جَسِيمة
وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصل الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيا ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي في المذكَّر والمؤنّث
وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل ف تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقال للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إِذ مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى
وقال أَبو عمرو: التَّعْلِي أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّ الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَل أَراد المُعَلِّي وقال لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّ تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّ وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعي المُسْتَقيَ بذلك وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوان أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْوانا لما أَرَدْتُ
قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثير مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوا الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء
وناقة عِلْيان طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْيان مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيا وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير ل تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب
والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذك الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم
وصو عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقر الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فارد تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصاره قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف ف الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَن غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيي والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظي العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِية وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِل تَبُوكَ وبه مَسْجِد واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال إِني، إِذا ما لم تَصِلْني خلَّتي وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْت بِعادَه أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعراب لبعض ولد بلال بن جرير لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَل بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْ فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ
والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديد القَويُّ وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَي والعَنْبَر ومازنٍ
وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة عل حِمْلِها
وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجان الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّ المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم عل يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقا الكميت في المُسْتَعْلي والبائن يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرار والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن م الأَيمن
قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَ يَمِينها
والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْ ،يُحْلَب بها
وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَ ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما كأَنهما بابا مُنِيفٍ مُمرَّد وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ (* قوله« هني إلخ هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ
) عَلِيّ أَي يَتَأَنَّث للنساء
وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون م عَلا يَعْلُو
وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إلي يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين
وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَف عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة
يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّو بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون في إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: م ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه
قال وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إِذ طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِين قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِين فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قو الشاعر:فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ * بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِين أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بع ارتفاعٍ
قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعل الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْ لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الل عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْن الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّو اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إلي أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشر المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركا كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلم معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِن أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعا َ البلاد، فإذا كانوا ينزلو أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري علي كثيراً وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها
وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لم تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَت لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون م قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّت وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيـْلِيا لَمّا رأَتْني خلقاً مُعْلَوْلِي فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف
قال الجوهري ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِب الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إل بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن اب الأَعرابي في قوله بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سوا قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كا وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل (* قوله«حادل هكذا في الأصل
) من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر
وعَلْوا ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ
وتِعْلى: اسم امْرَأَ (* قوله «وتعلى اسم امرأة» هكذا في الأصل والتكملة، وفي القاموس: يعلى بكسر الياء
وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي
وحك أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُم غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَل إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً
يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ ف الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر
والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ والمُعَلِّي أَيضاً: (* قوله « والمعلي أيضاً إلخ » هكذا في الأص والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمعلي بكسر اللام الذ يأتي الحلوبة من قبل يمينها، والمعلي أيضاً فرس الاشعر الشاعر، وفرس الأشع المعلى بفتح اللام
) اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر
وعَلْوَى: اسم فَرَ سُلَيكٍ
وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِك وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر
قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فر كانت من سَوابق خَيْل العَرَب

عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْت عُلْوه وفي عُلْوِه
قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُه وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بع الرُّجَّاز وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاّ مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّ وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه وعالاه وعالَى به؛ قال كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّ ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلا فلاناً إذا قَهَرَه
والعَليُّ: الرَّفيعُ
وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أب ذؤيب عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَت نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِل تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم
وأَخذَ من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالو ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قا أَعْشى باهِلَة إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَر ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقو لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عال يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلال جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعال أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِ إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَ تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَ أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه
والعا والسافلُ: بمنزل الأَعْلى والأَسْفل؛ قال ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيه مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِي وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا
قال ابن السكيت: يقال أَتَيْت مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، وم عَلْوَ ومن عَلْوِ
قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكس اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَل وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَل وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَن وأَما قول أَوس فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُ فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام
وقا الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُ بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها ، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلّ الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قول تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوّ الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذ بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما ل تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُ ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصا والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَ تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَم الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها والعَلاءُ: الرِّفْعَة
والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوض دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذه الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَب عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابنا مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كا العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّ باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَ عَلاءً وعَلْواً وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ
والعُلُوُّ: العَظَم والتَّجَبُّر
وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْك الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقا مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا ف الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض
يقال: عَلا فلانٌ ف الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى
وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ
ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَل وتَعَظَّمَ
واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُل والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، ه الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فه أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قا الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيّ الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوق شيء
ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته
وأَما المُتعا: فه الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وق يكون المُتعا بمعنى العا
والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عال واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلم العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَن لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شري له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين وهو العَليُّ العظيم
وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلّ شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا ف مُهْلة
وعَلِيَ ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَ عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بي اللغتين:لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيت (* قوله دأداني وقد جويت» هكذا في الأصل
قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عند عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحك اللحياني عَلا في هذا المعنى ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَب الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه
وفي الحديث: تَعْلو عنه العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِم أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم
وفي حديث قيلة: ل يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ
وف حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وه عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ
واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُ عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة م العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّن بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْل أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ
وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي تَنَحَّ
وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن ل نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا
وفي حدي ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْل عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء ف الوَقْف جيماً
وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّ عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُور أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ م السَّلَع والعُشَر
ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر
وف حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْر عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ث يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِل أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْه بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم
وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَد السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رض الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَ والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَب الشَّرَف، وجمعها المَعالي
قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ
يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَ من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضع حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَري رَفيعٍ
وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِ (* قوله« من علية قومه إلخ» هو بتشديد اللام والياء في الأصل
وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة
قال ابن بري: ويقال رَجل عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْر ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وه في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثل مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنّ هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْو دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضه يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة
وقال الأَصمعي العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج وبِيعَة لِسُورها عِلِيّ وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووز عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة
قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر م عُلِّيَّة
وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بض العين وكسرها وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِد أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه
وفي حديث ابن عمر أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ
وعَوال الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حي خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنه عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّما لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْح ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِل أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذك العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراض المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جه نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر عل غير قياس؛ وأَنشد ثعلب أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامع وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ
وعالوا أَتَوُا العالِيَة
قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلدا وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنث عُلْوِيَّة
ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إِذا أَتى عالِية الحجا ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُحَجَّرٌ وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُه وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً، (* قوله«وعلياً» هكذا في الأصل والمحك بكسر العين وسكون اللام، وكذلك في قراءة ابن مسعود، وفي القاموس وشرحه والعلي بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعلياً اهـ
يعن بكسر العين واللام وتشديد الياء)
وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجب وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماء عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كم يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه م لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبوي ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَب كبير الهُذَلي ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَم جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّ أَي في الظلام
ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاح العُقَيْلي غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَ وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ
وقوله ف الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها وقيل منْ عندها
وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقا رَمَيْتُ بها؛ قال أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَ وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال اب الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو ع صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْل قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فم يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هن بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حدي أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدو ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاّ من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاق المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْت القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَت علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَص للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِض الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لم يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذ عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقال الخنساء:سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَه وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: ل يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إِذا قل عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به
وف الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْ زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه
قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيدا منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حي كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ
قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كله يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة
قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رج منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجه ومع وجهك
وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: عل بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده
قال اب كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْر الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَ الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إِذا جُعِلَت أَخبارا ولا يغْري بها
ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يري النُّهُوض
وتَجِيء عل بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إِذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم
قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قا المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَ الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيد ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَل يَعْلُو؛ قال طرَفة وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِر ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها عل حالها؛ قال الراجز أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواه نادِيَةً ونادِياً أَباها طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاه ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد ناجِيةً وناجِياً أَباه قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا
وقال أَبو حاتم: سأَلت أَب عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل
وعلى: حر خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَم رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَ أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كان كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إِذ اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس
وتقول: عَليَّ زيداً وعَليّ بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قا أَبو ذؤيب وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَن يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَع أَي بالقِداحِ
وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْ على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنّ الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخ المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازم لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُم ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لم كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق
يقال: ضرب عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه
والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ ف عُنُقهِ
والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بي العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه
يقال: أَعطاه أَلفا وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَ مثل هِراوَة وهَرَاوَى
وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها
والعِلاوَةُ: كلُّ م عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاء والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِن تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُم والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَن شَذَّ
والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْي والثَّنايا السُّفْلى
يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومن قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وه بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله علي وسلم حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِن خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُق قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَ لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف
والعلْيا: اسم للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياء لأَن فَعلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كم أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها ف فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِر الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه
وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك
ورجل عَلُوٌّ للرجال عل مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء الت حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلا واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَه وقَهَرَهُم وعَلاهُم
قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى قال الليث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَ على الغاية
وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ
وقالوا في النداءِ تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر والتَّعالي: الارْتِفاعُ
قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرج تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَ تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْل من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْه عنه
وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى
وعَلا بالأَمْرِ اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ ب كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير (* قوله«العرير» هو هكذا في الأصل
اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِ لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدان هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَ شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيا يقول: إِذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِ ،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلّ به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه
وأَعْلَى عنه: نَزَلَ
وعَلَّى المَتاعَ ع الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاّ مُسْتَكْرَهاً
وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقا أَعْلَوْه ولا عَلَّوه
ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ على قو بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ
ويقال: عالَيْتُه على الحما وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُور عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُور وقال فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَع لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَع أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها
ويقال لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فو الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْ رائِحَتَك ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَ إِنْسِيِّها والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وه أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبع فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِ لم يَفُزْ والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثا ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَب عبيد وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصم وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّه جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِم يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَ لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلا للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها
قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَ عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُ والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ
والعلاة السَّنْدان
وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وه السَّنْدانُ، والجمع العَلا
ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها ف صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَة جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيا أَي طَوِيلَة جَسِيمة
وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصل الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيا ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي في المذكَّر والمؤنّث
وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل ف تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقال للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إِذ مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى
وقال أَبو عمرو: التَّعْلِي أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّ الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَل أَراد المُعَلِّي وقال لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّ تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّ وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعي المُسْتَقيَ بذلك وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوان أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْوانا لما أَرَدْتُ
قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثير مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوا الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء
وناقة عِلْيان طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْيان مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيا وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير ل تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب
والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذك الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم
وصو عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقر الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فارد تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصاره قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف ف الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَن غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيي والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظي العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِية وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِل تَبُوكَ وبه مَسْجِد واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال إِني، إِذا ما لم تَصِلْني خلَّتي وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْت بِعادَه أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعراب لبعض ولد بلال بن جرير لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَل بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْ فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ
والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديد القَويُّ وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَي والعَنْبَر ومازنٍ
وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة عل حِمْلِها
وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجان الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّ المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم عل يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقا الكميت في المُسْتَعْلي والبائن يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرار والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن م الأَيمن
قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَ يَمِينها
والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْ ،يُحْلَب بها
وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَ ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما كأَنهما بابا مُنِيفٍ مُمرَّد وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ (* قوله« هني إلخ هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ
) عَلِيّ أَي يَتَأَنَّث للنساء
وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون م عَلا يَعْلُو
وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إلي يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين
وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَف عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة
يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّو بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون في إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: م ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه
قال وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إِذ طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِين قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِين فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قو الشاعر:فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ * بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِين أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بع ارتفاعٍ
قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعل الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْ لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الل عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْن الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّو اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إلي أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشر المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركا كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلم معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِن أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعا َ البلاد، فإذا كانوا ينزلو أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري علي كثيراً وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها
وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لم تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَت لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون م قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّت وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيـْلِيا لَمّا رأَتْني خلقاً مُعْلَوْلِي فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف
قال الجوهري ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِب الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إل بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن اب الأَعرابي في قوله بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سوا قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كا وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل (* قوله«حادل هكذا في الأصل
) من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر
وعَلْوا ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ
وتِعْلى: اسم امْرَأَ (* قوله «وتعلى اسم امرأة» هكذا في الأصل والتكملة، وفي القاموس: يعلى بكسر الياء
وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي
وحك أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُم غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَل إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً
يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ ف الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر
والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ والمُعَلِّي أَيضاً: (* قوله « والمعلي أيضاً إلخ » هكذا في الأص والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمعلي بكسر اللام الذ يأتي الحلوبة من قبل يمينها، والمعلي أيضاً فرس الاشعر الشاعر، وفرس الأشع المعلى بفتح اللام
) اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر
وعَلْوَى: اسم فَرَ سُلَيكٍ
وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِك وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر
قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فر كانت من سَوابق خَيْل العَرَب

عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْت عُلْوه وفي عُلْوِه
قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُه وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بع الرُّجَّاز وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاّ مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّ وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه وعالاه وعالَى به؛ قال كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّ ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلا فلاناً إذا قَهَرَه
والعَليُّ: الرَّفيعُ
وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أب ذؤيب عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَت نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِل تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم
وأَخذَ من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالو ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قا أَعْشى باهِلَة إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَر ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقو لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عال يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلال جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعال أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِ إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَ تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَ أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه
والعا والسافلُ: بمنزل الأَعْلى والأَسْفل؛ قال ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيه مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِي وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا
قال ابن السكيت: يقال أَتَيْت مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، وم عَلْوَ ومن عَلْوِ
قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكس اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَل وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَل وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَن وأَما قول أَوس فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُ فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام
وقا الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُ بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها ، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلّ الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قول تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوّ الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذ بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما ل تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُ ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصا والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَ تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَم الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها والعَلاءُ: الرِّفْعَة
والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوض دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذه الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَب عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابنا مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كا العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّ باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَ عَلاءً وعَلْواً وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ
والعُلُوُّ: العَظَم والتَّجَبُّر
وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْك الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقا مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا ف الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض
يقال: عَلا فلانٌ ف الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى
وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ
ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَل وتَعَظَّمَ
واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُل والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، ه الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فه أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قا الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيّ الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوق شيء
ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته
وأَما المُتعا: فه الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وق يكون المُتعا بمعنى العا
والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عال واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلم العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَن لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شري له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين وهو العَليُّ العظيم
وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلّ شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا ف مُهْلة
وعَلِيَ ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَ عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بي اللغتين:لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيت (* قوله دأداني وقد جويت» هكذا في الأصل
قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عند عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحك اللحياني عَلا في هذا المعنى ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَب الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه
وفي الحديث: تَعْلو عنه العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِم أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم
وفي حديث قيلة: ل يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ
وف حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وه عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ
واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُ عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة م العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّن بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْل أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ
وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي تَنَحَّ
وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن ل نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا
وفي حدي ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْل عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء ف الوَقْف جيماً
وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّ عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُور أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ م السَّلَع والعُشَر
ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر
وف حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْر عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ث يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِل أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْه بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم
وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَد السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رض الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَ والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَب الشَّرَف، وجمعها المَعالي
قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ
يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَ من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضع حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَري رَفيعٍ
وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِ (* قوله« من علية قومه إلخ» هو بتشديد اللام والياء في الأصل
وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة
قال ابن بري: ويقال رَجل عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْر ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وه في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثل مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنّ هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْو دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضه يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة
وقال الأَصمعي العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج وبِيعَة لِسُورها عِلِيّ وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووز عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة
قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر م عُلِّيَّة
وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بض العين وكسرها وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِد أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه
وفي حديث ابن عمر أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ
وعَوال الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حي خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنه عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّما لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْح ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِل أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذك العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراض المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جه نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر عل غير قياس؛ وأَنشد ثعلب أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامع وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ
وعالوا أَتَوُا العالِيَة
قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلدا وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنث عُلْوِيَّة
ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إِذا أَتى عالِية الحجا ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُحَجَّرٌ وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُه وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً، (* قوله«وعلياً» هكذا في الأصل والمحك بكسر العين وسكون اللام، وكذلك في قراءة ابن مسعود، وفي القاموس وشرحه والعلي بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعلياً اهـ
يعن بكسر العين واللام وتشديد الياء)
وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجب وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماء عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كم يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه م لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبوي ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَب كبير الهُذَلي ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَم جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّ أَي في الظلام
ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاح العُقَيْلي غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَ وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ
وقوله ف الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها وقيل منْ عندها
وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقا رَمَيْتُ بها؛ قال أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَ وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال اب الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو ع صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْل قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فم يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هن بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حدي أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدو ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاّ من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاق المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْت القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَت علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَص للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِض الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لم يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذ عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقال الخنساء:سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَه وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: ل يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إِذا قل عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به
وف الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْ زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه
قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيدا منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حي كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ
قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كله يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة
قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رج منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجه ومع وجهك
وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: عل بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده
قال اب كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْر الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَ الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إِذا جُعِلَت أَخبارا ولا يغْري بها
ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يري النُّهُوض
وتَجِيء عل بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إِذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم
قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قا المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَ الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيد ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَل يَعْلُو؛ قال طرَفة وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِر ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها عل حالها؛ قال الراجز أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواه نادِيَةً ونادِياً أَباها طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاه ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد ناجِيةً وناجِياً أَباه قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا
وقال أَبو حاتم: سأَلت أَب عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل
وعلى: حر خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَم رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَ أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كان كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إِذ اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس
وتقول: عَليَّ زيداً وعَليّ بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قا أَبو ذؤيب وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَن يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَع أَي بالقِداحِ
وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْ على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنّ الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخ المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازم لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُم ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لم كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق
يقال: ضرب عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه
والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ ف عُنُقهِ
والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بي العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه
يقال: أَعطاه أَلفا وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَ مثل هِراوَة وهَرَاوَى
وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها
والعِلاوَةُ: كلُّ م عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاء والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِن تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُم والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَن شَذَّ
والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْي والثَّنايا السُّفْلى
يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومن قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وه بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله علي وسلم حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِن خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُق قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَ لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف
والعلْيا: اسم للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياء لأَن فَعلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كم أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها ف فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِر الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه
وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك
ورجل عَلُوٌّ للرجال عل مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء الت حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلا واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَه وقَهَرَهُم وعَلاهُم
قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى قال الليث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَ على الغاية
وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ
وقالوا في النداءِ تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر والتَّعالي: الارْتِفاعُ
قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرج تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَ تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْل من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْه عنه
وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى
وعَلا بالأَمْرِ اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ ب كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير (* قوله«العرير» هو هكذا في الأصل
اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِ لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدان هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَ شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيا يقول: إِذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِ ،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلّ به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه
وأَعْلَى عنه: نَزَلَ
وعَلَّى المَتاعَ ع الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاّ مُسْتَكْرَهاً
وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقا أَعْلَوْه ولا عَلَّوه
ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ على قو بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ
ويقال: عالَيْتُه على الحما وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُور عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُور وقال فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَع لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَع أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها
ويقال لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فو الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْ رائِحَتَك ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَ إِنْسِيِّها والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وه أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبع فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِ لم يَفُزْ والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثا ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَب عبيد وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصم وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّه جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِم يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَ لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلا للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها
قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَ عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُ والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ
والعلاة السَّنْدان
وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وه السَّنْدانُ، والجمع العَلا
ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها ف صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَة جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيا أَي طَوِيلَة جَسِيمة
وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصل الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيا ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي في المذكَّر والمؤنّث
وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل ف تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقال للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إِذ مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى
وقال أَبو عمرو: التَّعْلِي أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّ الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَل أَراد المُعَلِّي وقال لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّ تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّ وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعي المُسْتَقيَ بذلك وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوان أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْوانا لما أَرَدْتُ
قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثير مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوا الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء
وناقة عِلْيان طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْيان مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيا وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير ل تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب
والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذك الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم
وصو عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقر الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فارد تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصاره قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف ف الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَن غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيي والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظي العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِية وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِل تَبُوكَ وبه مَسْجِد واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال إِني، إِذا ما لم تَصِلْني خلَّتي وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْت بِعادَه أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعراب لبعض ولد بلال بن جرير لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَل بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْ فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ
والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديد القَويُّ وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَي والعَنْبَر ومازنٍ
وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة عل حِمْلِها
وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجان الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّ المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم عل يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقا الكميت في المُسْتَعْلي والبائن يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرار والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن م الأَيمن
قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَ يَمِينها
والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْ ،يُحْلَب بها
وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَ ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما كأَنهما بابا مُنِيفٍ مُمرَّد وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ (* قوله« هني إلخ هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ
) عَلِيّ أَي يَتَأَنَّث للنساء
وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون م عَلا يَعْلُو
وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إلي يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين
وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَف عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة
يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّو بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون في إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: م ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه
قال وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إِذ طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِين قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِين فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قو الشاعر:فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ * بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِين أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بع ارتفاعٍ
قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعل الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْ لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الل عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْن الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّو اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إلي أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشر المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركا كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلم معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِن أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعا َ البلاد، فإذا كانوا ينزلو أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري علي كثيراً وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها
وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لم تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَت لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون م قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّت وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيـْلِيا لَمّا رأَتْني خلقاً مُعْلَوْلِي فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف
قال الجوهري ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِب الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إل بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن اب الأَعرابي في قوله بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سوا قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كا وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل (* قوله«حادل هكذا في الأصل
) من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر
وعَلْوا ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ
وتِعْلى: اسم امْرَأَ (* قوله «وتعلى اسم امرأة» هكذا في الأصل والتكملة، وفي القاموس: يعلى بكسر الياء
وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي
وحك أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُم غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَل إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً
يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ ف الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر
والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ والمُعَلِّي أَيضاً: (* قوله « والمعلي أيضاً إلخ » هكذا في الأص والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمعلي بكسر اللام الذ يأتي الحلوبة من قبل يمينها، والمعلي أيضاً فرس الاشعر الشاعر، وفرس الأشع المعلى بفتح اللام
) اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر
وعَلْوَى: اسم فَرَ سُلَيكٍ
وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِك وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر
قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فر كانت من سَوابق خَيْل العَرَب

عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْت عُلْوه وفي عُلْوِه
قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُه وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بع الرُّجَّاز وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاّ مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّ وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه وعالاه وعالَى به؛ قال كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّ ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلا فلاناً إذا قَهَرَه
والعَليُّ: الرَّفيعُ
وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أب ذؤيب عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَت نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِل تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم
وأَخذَ من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالو ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قا أَعْشى باهِلَة إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَر ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقو لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عال يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلال جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعال أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِ إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَ تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَ أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه
والعا والسافلُ: بمنزل الأَعْلى والأَسْفل؛ قال ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيه مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِي وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا
قال ابن السكيت: يقال أَتَيْت مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، وم عَلْوَ ومن عَلْوِ
قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكس اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَل وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَل وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَن وأَما قول أَوس فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُ فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام
وقا الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُ بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها ، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلّ الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قول تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوّ الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذ بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما ل تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُ ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصا والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَ تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَم الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها والعَلاءُ: الرِّفْعَة
والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوض دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذه الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَب عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابنا مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كا العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّ باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَ عَلاءً وعَلْواً وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ
والعُلُوُّ: العَظَم والتَّجَبُّر
وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْك الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقا مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا ف الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض
يقال: عَلا فلانٌ ف الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى
وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ
ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَل وتَعَظَّمَ
واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُل والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، ه الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فه أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قا الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيّ الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوق شيء
ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته
وأَما المُتعا: فه الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وق يكون المُتعا بمعنى العا
والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عال واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلم العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَن لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شري له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين وهو العَليُّ العظيم
وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلّ شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا ف مُهْلة
وعَلِيَ ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَ عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بي اللغتين:لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيت (* قوله دأداني وقد جويت» هكذا في الأصل
قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عند عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحك اللحياني عَلا في هذا المعنى ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَب الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه
وفي الحديث: تَعْلو عنه العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِم أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم
وفي حديث قيلة: ل يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ
وف حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وه عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ
واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُ عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة م العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّن بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْل أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ
وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي تَنَحَّ
وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن ل نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا
وفي حدي ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْل عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء ف الوَقْف جيماً
وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّ عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُور أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ م السَّلَع والعُشَر
ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر
وف حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْر عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ث يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِل أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْه بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم
وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَد السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رض الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَ والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَب الشَّرَف، وجمعها المَعالي
قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ
يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَ من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضع حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَري رَفيعٍ
وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِ (* قوله« من علية قومه إلخ» هو بتشديد اللام والياء في الأصل
وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة
قال ابن بري: ويقال رَجل عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْر ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وه في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثل مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنّ هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْو دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضه يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة
وقال الأَصمعي العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج وبِيعَة لِسُورها عِلِيّ وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووز عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة
قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر م عُلِّيَّة
وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بض العين وكسرها وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِد أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه
وفي حديث ابن عمر أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ
وعَوال الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حي خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنه عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّما لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْح ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِل أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذك العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراض المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جه نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر عل غير قياس؛ وأَنشد ثعلب أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامع وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ
وعالوا أَتَوُا العالِيَة
قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلدا وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنث عُلْوِيَّة
ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إِذا أَتى عالِية الحجا ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُحَجَّرٌ وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُه وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً، (* قوله«وعلياً» هكذا في الأصل والمحك بكسر العين وسكون اللام، وكذلك في قراءة ابن مسعود، وفي القاموس وشرحه والعلي بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعلياً اهـ
يعن بكسر العين واللام وتشديد الياء)
وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجب وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماء عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كم يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه م لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبوي ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَب كبير الهُذَلي ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَم جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّ أَي في الظلام
ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاح العُقَيْلي غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَ وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ
وقوله ف الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها وقيل منْ عندها
وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقا رَمَيْتُ بها؛ قال أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَ وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال اب الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو ع صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْل قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فم يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هن بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حدي أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدو ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاّ من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاق المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْت القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَت علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَص للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِض الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لم يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذ عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقال الخنساء:سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَه وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: ل يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إِذا قل عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به
وف الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْ زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه
قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيدا منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حي كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ
قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كله يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة
قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رج منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجه ومع وجهك
وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: عل بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده
قال اب كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْر الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَ الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إِذا جُعِلَت أَخبارا ولا يغْري بها
ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يري النُّهُوض
وتَجِيء عل بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إِذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم
قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قا المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَ الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيد ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَل يَعْلُو؛ قال طرَفة وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِر ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها عل حالها؛ قال الراجز أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواه نادِيَةً ونادِياً أَباها طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاه ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد ناجِيةً وناجِياً أَباه قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا
وقال أَبو حاتم: سأَلت أَب عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل
وعلى: حر خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَم رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَ أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كان كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إِذ اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس
وتقول: عَليَّ زيداً وعَليّ بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قا أَبو ذؤيب وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَن يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَع أَي بالقِداحِ
وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْ على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنّ الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخ المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازم لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُم ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لم كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق
يقال: ضرب عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه
والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ ف عُنُقهِ
والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بي العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه
يقال: أَعطاه أَلفا وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَ مثل هِراوَة وهَرَاوَى
وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها
والعِلاوَةُ: كلُّ م عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاء والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِن تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُم والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَن شَذَّ
والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْي والثَّنايا السُّفْلى
يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومن قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وه بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله علي وسلم حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِن خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُق قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَ لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف
والعلْيا: اسم للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياء لأَن فَعلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كم أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها ف فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِر الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه
وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك
ورجل عَلُوٌّ للرجال عل مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء الت حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلا واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَه وقَهَرَهُم وعَلاهُم
قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى قال الليث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَ على الغاية
وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ
وقالوا في النداءِ تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر والتَّعالي: الارْتِفاعُ
قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرج تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَ تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْل من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْه عنه
وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى
وعَلا بالأَمْرِ اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ ب كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير (* قوله«العرير» هو هكذا في الأصل
اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِ لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدان هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَ شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيا يقول: إِذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِ ،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلّ به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه
وأَعْلَى عنه: نَزَلَ
وعَلَّى المَتاعَ ع الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاّ مُسْتَكْرَهاً
وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقا أَعْلَوْه ولا عَلَّوه
ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ على قو بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ
ويقال: عالَيْتُه على الحما وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُور عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُور وقال فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَع لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَع أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها
ويقال لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فو الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْ رائِحَتَك ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَ إِنْسِيِّها والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وه أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبع فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِ لم يَفُزْ والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثا ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَب عبيد وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصم وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّه جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِم يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَ لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلا للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها
قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَ عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُ والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ
والعلاة السَّنْدان
وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وه السَّنْدانُ، والجمع العَلا
ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها ف صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَة جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيا أَي طَوِيلَة جَسِيمة
وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصل الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيا ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي في المذكَّر والمؤنّث
وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل ف تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقال للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إِذ مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى
وقال أَبو عمرو: التَّعْلِي أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّ الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَل أَراد المُعَلِّي وقال لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّ تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّ وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعي المُسْتَقيَ بذلك وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوان أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْوانا لما أَرَدْتُ
قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثير مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوا الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء
وناقة عِلْيان طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْيان مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيا وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير ل تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب
والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذك الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم
وصو عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقر الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فارد تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصاره قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف ف الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَن غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيي والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظي العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِية وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِل تَبُوكَ وبه مَسْجِد واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال إِني، إِذا ما لم تَصِلْني خلَّتي وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْت بِعادَه أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعراب لبعض ولد بلال بن جرير لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَل بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْ فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ
والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديد القَويُّ وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَي والعَنْبَر ومازنٍ
وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة عل حِمْلِها
وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجان الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّ المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم عل يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقا الكميت في المُسْتَعْلي والبائن يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرار والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن م الأَيمن
قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَ يَمِينها
والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْ ،يُحْلَب بها
وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَ ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما كأَنهما بابا مُنِيفٍ مُمرَّد وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ (* قوله« هني إلخ هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ
) عَلِيّ أَي يَتَأَنَّث للنساء
وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون م عَلا يَعْلُو
وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إلي يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين
وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَف عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة
يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّو بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون في إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: م ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه
قال وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إِذ طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِين قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِين فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قو الشاعر:فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ * بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِين أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بع ارتفاعٍ
قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعل الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْ لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الل عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْن الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّو اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إلي أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشر المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركا كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلم معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِن أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعا َ البلاد، فإذا كانوا ينزلو أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري علي كثيراً وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها
وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لم تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَت لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون م قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّت وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيـْلِيا لَمّا رأَتْني خلقاً مُعْلَوْلِي فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف
قال الجوهري ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِب الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إل بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن اب الأَعرابي في قوله بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سوا قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كا وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل (* قوله«حادل هكذا في الأصل
) من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر
وعَلْوا ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ
وتِعْلى: اسم امْرَأَ (* قوله «وتعلى اسم امرأة» هكذا في الأصل والتكملة، وفي القاموس: يعلى بكسر الياء
وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي
وحك أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُم غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَل إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً
يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ ف الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر
والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ والمُعَلِّي أَيضاً: (* قوله « والمعلي أيضاً إلخ » هكذا في الأص والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمعلي بكسر اللام الذ يأتي الحلوبة من قبل يمينها، والمعلي أيضاً فرس الاشعر الشاعر، وفرس الأشع المعلى بفتح اللام
) اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر
وعَلْوَى: اسم فَرَ سُلَيكٍ
وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِك وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر
قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فر كانت من سَوابق خَيْل العَرَب

عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْت عُلْوه وفي عُلْوِه
قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُه وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بع الرُّجَّاز وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاّ مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّ وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه وعالاه وعالَى به؛ قال كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّ ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلا فلاناً إذا قَهَرَه
والعَليُّ: الرَّفيعُ
وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أب ذؤيب عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَت نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِل تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم
وأَخذَ من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالو ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قا أَعْشى باهِلَة إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَر ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقو لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عال يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلال جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعال أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِ إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَ تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَ أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه
والعا والسافلُ: بمنزل الأَعْلى والأَسْفل؛ قال ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيه مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِي وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا
قال ابن السكيت: يقال أَتَيْت مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، وم عَلْوَ ومن عَلْوِ
قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكس اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَل وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَل وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَن وأَما قول أَوس فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُ فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام
وقا الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُ بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها ، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلّ الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قول تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوّ الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذ بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما ل تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُ ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصا والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَ تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَم الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها والعَلاءُ: الرِّفْعَة
والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوض دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذه الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَب عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابنا مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كا العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّ باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَ عَلاءً وعَلْواً وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ
والعُلُوُّ: العَظَم والتَّجَبُّر
وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْك الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقا مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا ف الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض
يقال: عَلا فلانٌ ف الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى
وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ
ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَل وتَعَظَّمَ
واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُل والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، ه الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فه أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قا الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيّ الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوق شيء
ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته
وأَما المُتعا: فه الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وق يكون المُتعا بمعنى العا
والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عال واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلم العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَن لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شري له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين وهو العَليُّ العظيم
وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلّ شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا ف مُهْلة
وعَلِيَ ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَ عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بي اللغتين:لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيت (* قوله دأداني وقد جويت» هكذا في الأصل
قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عند عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحك اللحياني عَلا في هذا المعنى ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَب الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه
وفي الحديث: تَعْلو عنه العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِم أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم
وفي حديث قيلة: ل يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ
وف حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وه عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ
واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُ عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة م العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّن بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْل أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ
وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي تَنَحَّ
وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن ل نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا
وفي حدي ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْل عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء ف الوَقْف جيماً
وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّ عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُور أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ م السَّلَع والعُشَر
ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر
وف حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْر عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ث يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِل أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْه بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم
وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَد السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رض الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَ والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَب الشَّرَف، وجمعها المَعالي
قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ
يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَ من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضع حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَري رَفيعٍ
وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِ (* قوله« من علية قومه إلخ» هو بتشديد اللام والياء في الأصل
وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة
قال ابن بري: ويقال رَجل عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْر ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وه في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثل مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنّ هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْو دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضه يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة
وقال الأَصمعي العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج وبِيعَة لِسُورها عِلِيّ وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووز عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة
قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر م عُلِّيَّة
وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بض العين وكسرها وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِد أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه
وفي حديث ابن عمر أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ
وعَوال الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حي خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنه عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّما لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْح ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِل أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذك العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراض المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جه نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر عل غير قياس؛ وأَنشد ثعلب أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامع وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ
وعالوا أَتَوُا العالِيَة
قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلدا وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنث عُلْوِيَّة
ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إِذا أَتى عالِية الحجا ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُحَجَّرٌ وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُه وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً، (* قوله«وعلياً» هكذا في الأصل والمحك بكسر العين وسكون اللام، وكذلك في قراءة ابن مسعود، وفي القاموس وشرحه والعلي بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعلياً اهـ
يعن بكسر العين واللام وتشديد الياء)
وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجب وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماء عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كم يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه م لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبوي ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَب كبير الهُذَلي ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَم جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّ أَي في الظلام
ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاح العُقَيْلي غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَ وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ
وقوله ف الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها وقيل منْ عندها
وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقا رَمَيْتُ بها؛ قال أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَ وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال اب الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو ع صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْل قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فم يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هن بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حدي أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدو ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاّ من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاق المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْت القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَت علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَص للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِض الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لم يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذ عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقال الخنساء:سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَه وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: ل يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إِذا قل عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به
وف الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْ زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه
قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيدا منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حي كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ
قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كله يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة
قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رج منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجه ومع وجهك
وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: عل بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده
قال اب كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْر الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَ الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إِذا جُعِلَت أَخبارا ولا يغْري بها
ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يري النُّهُوض
وتَجِيء عل بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إِذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم
قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قا المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَ الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيد ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَل يَعْلُو؛ قال طرَفة وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِر ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها عل حالها؛ قال الراجز أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواه نادِيَةً ونادِياً أَباها طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاه ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد ناجِيةً وناجِياً أَباه قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا
وقال أَبو حاتم: سأَلت أَب عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل
وعلى: حر خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَم رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَ أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كان كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إِذ اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس
وتقول: عَليَّ زيداً وعَليّ بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قا أَبو ذؤيب وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَن يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَع أَي بالقِداحِ
وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْ على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنّ الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخ المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازم لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُم ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لم كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق
يقال: ضرب عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه
والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ ف عُنُقهِ
والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بي العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه
يقال: أَعطاه أَلفا وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَ مثل هِراوَة وهَرَاوَى
وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها
والعِلاوَةُ: كلُّ م عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاء والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِن تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُم والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَن شَذَّ
والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْي والثَّنايا السُّفْلى
يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومن قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وه بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله علي وسلم حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِن خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُق قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَ لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف
والعلْيا: اسم للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياء لأَن فَعلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كم أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها ف فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِر الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه
وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك
ورجل عَلُوٌّ للرجال عل مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء الت حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلا واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَه وقَهَرَهُم وعَلاهُم
قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى قال الليث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَ على الغاية
وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ
وقالوا في النداءِ تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر والتَّعالي: الارْتِفاعُ
قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرج تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَ تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْل من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْه عنه
وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى
وعَلا بالأَمْرِ اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ ب كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير (* قوله«العرير» هو هكذا في الأصل
اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِ لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدان هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَ شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيا يقول: إِذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِ ،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلّ به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه
وأَعْلَى عنه: نَزَلَ
وعَلَّى المَتاعَ ع الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاّ مُسْتَكْرَهاً
وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقا أَعْلَوْه ولا عَلَّوه
ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ على قو بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ
ويقال: عالَيْتُه على الحما وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُور عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُور وقال فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَع لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَع أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها
ويقال لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فو الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْ رائِحَتَك ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَ إِنْسِيِّها والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وه أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبع فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِ لم يَفُزْ والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثا ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَب عبيد وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصم وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّه جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِم يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَ لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلا للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها
قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَ عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُ والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ
والعلاة السَّنْدان
وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وه السَّنْدانُ، والجمع العَلا
ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها ف صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَة جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيا أَي طَوِيلَة جَسِيمة
وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصل الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيا ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي في المذكَّر والمؤنّث
وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل ف تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقال للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إِذ مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى
وقال أَبو عمرو: التَّعْلِي أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّ الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَل أَراد المُعَلِّي وقال لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّ تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّ وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعي المُسْتَقيَ بذلك وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوان أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْوانا لما أَرَدْتُ
قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثير مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوا الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء
وناقة عِلْيان طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْيان مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيا وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير ل تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب
والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذك الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم
وصو عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقر الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فارد تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصاره قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف ف الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَن غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيي والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظي العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِية وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِل تَبُوكَ وبه مَسْجِد واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال إِني، إِذا ما لم تَصِلْني خلَّتي وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْت بِعادَه أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعراب لبعض ولد بلال بن جرير لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَل بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْ فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ
والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديد القَويُّ وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَي والعَنْبَر ومازنٍ
وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة عل حِمْلِها
وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجان الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّ المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم عل يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقا الكميت في المُسْتَعْلي والبائن يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرار والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن م الأَيمن
قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَ يَمِينها
والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْ ،يُحْلَب بها
وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَ ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما كأَنهما بابا مُنِيفٍ مُمرَّد وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ (* قوله« هني إلخ هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ
) عَلِيّ أَي يَتَأَنَّث للنساء
وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون م عَلا يَعْلُو
وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إلي يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين
وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَف عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة
يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّو بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون في إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: م ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه
قال وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إِذ طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِين قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِين فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قو الشاعر:فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ * بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِين أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بع ارتفاعٍ
قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعل الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْ لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الل عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْن الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّو اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إلي أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشر المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركا كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلم معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِن أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعا َ البلاد، فإذا كانوا ينزلو أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري علي كثيراً وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها
وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لم تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَت لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون م قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّت وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيـْلِيا لَمّا رأَتْني خلقاً مُعْلَوْلِي فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف
قال الجوهري ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِب الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إل بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن اب الأَعرابي في قوله بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سوا قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كا وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل (* قوله«حادل هكذا في الأصل
) من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر
وعَلْوا ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ
وتِعْلى: اسم امْرَأَ (* قوله «وتعلى اسم امرأة» هكذا في الأصل والتكملة، وفي القاموس: يعلى بكسر الياء
وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي
وحك أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُم غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَل إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً
يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ ف الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر
والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ والمُعَلِّي أَيضاً: (* قوله « والمعلي أيضاً إلخ » هكذا في الأص والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمعلي بكسر اللام الذ يأتي الحلوبة من قبل يمينها، والمعلي أيضاً فرس الاشعر الشاعر، وفرس الأشع المعلى بفتح اللام
) اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر
وعَلْوَى: اسم فَرَ سُلَيكٍ
وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِك وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر
قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فر كانت من سَوابق خَيْل العَرَب

عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْت عُلْوه وفي عُلْوِه
قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُه وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بع الرُّجَّاز وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاّ مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّ وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه وعالاه وعالَى به؛ قال كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّ ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلا فلاناً إذا قَهَرَه
والعَليُّ: الرَّفيعُ
وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أب ذؤيب عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَت نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِل تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم
وأَخذَ من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالو ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قا أَعْشى باهِلَة إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَر ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقو لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عال يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلال جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعال أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِ إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَ تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَ أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه
والعا والسافلُ: بمنزل الأَعْلى والأَسْفل؛ قال ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيه مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِي وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا
قال ابن السكيت: يقال أَتَيْت مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، وم عَلْوَ ومن عَلْوِ
قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكس اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَل وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَل وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَن وأَما قول أَوس فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُ فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام
وقا الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُ بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها ، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلّ الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قول تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوّ الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذ بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما ل تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُ ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصا والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَ تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَم الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها والعَلاءُ: الرِّفْعَة
والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوض دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذه الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَب عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابنا مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كا العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّ باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَ عَلاءً وعَلْواً وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ
والعُلُوُّ: العَظَم والتَّجَبُّر
وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْك الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقا مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا ف الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض
يقال: عَلا فلانٌ ف الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى
وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ
ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَل وتَعَظَّمَ
واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُل والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، ه الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فه أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قا الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيّ الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوق شيء
ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته
وأَما المُتعا: فه الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وق يكون المُتعا بمعنى العا
والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عال واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلم العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَن لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شري له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين وهو العَليُّ العظيم
وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلّ شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا ف مُهْلة
وعَلِيَ ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَ عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بي اللغتين:لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيت (* قوله دأداني وقد جويت» هكذا في الأصل
قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عند عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحك اللحياني عَلا في هذا المعنى ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَب الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه
وفي الحديث: تَعْلو عنه العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِم أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم
وفي حديث قيلة: ل يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ
وف حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وه عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ
واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُ عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة م العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّن بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْل أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ
وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي تَنَحَّ
وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن ل نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا
وفي حدي ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْل عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء ف الوَقْف جيماً
وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّ عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُور أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ م السَّلَع والعُشَر
ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر
وف حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْر عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ث يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِل أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْه بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم
وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَد السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رض الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَ والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَب الشَّرَف، وجمعها المَعالي
قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ
يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَ من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضع حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَري رَفيعٍ
وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِ (* قوله« من علية قومه إلخ» هو بتشديد اللام والياء في الأصل
وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة
قال ابن بري: ويقال رَجل عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْر ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وه في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثل مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنّ هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْو دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضه يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة
وقال الأَصمعي العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج وبِيعَة لِسُورها عِلِيّ وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووز عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة
قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر م عُلِّيَّة
وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بض العين وكسرها وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِد أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه
وفي حديث ابن عمر أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ
وعَوال الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حي خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنه عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّما لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْح ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِل أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذك العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراض المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جه نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر عل غير قياس؛ وأَنشد ثعلب أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامع وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ
وعالوا أَتَوُا العالِيَة
قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلدا وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنث عُلْوِيَّة
ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إِذا أَتى عالِية الحجا ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُحَجَّرٌ وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُه وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً، (* قوله«وعلياً» هكذا في الأصل والمحك بكسر العين وسكون اللام، وكذلك في قراءة ابن مسعود، وفي القاموس وشرحه والعلي بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعلياً اهـ
يعن بكسر العين واللام وتشديد الياء)
وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجب وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماء عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كم يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه م لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبوي ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَب كبير الهُذَلي ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَم جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّ أَي في الظلام
ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاح العُقَيْلي غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَ وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ
وقوله ف الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها وقيل منْ عندها
وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقا رَمَيْتُ بها؛ قال أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَ وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال اب الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو ع صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْل قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فم يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هن بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حدي أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدو ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاّ من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاق المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْت القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَت علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَص للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِض الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لم يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذ عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقال الخنساء:سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَه وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: ل يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إِذا قل عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به
وف الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْ زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه
قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيدا منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حي كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ
قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كله يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة
قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رج منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجه ومع وجهك
وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: عل بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده
قال اب كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْر الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَ الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إِذا جُعِلَت أَخبارا ولا يغْري بها
ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يري النُّهُوض
وتَجِيء عل بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إِذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم
قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قا المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَ الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيد ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَل يَعْلُو؛ قال طرَفة وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِر ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها عل حالها؛ قال الراجز أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواه نادِيَةً ونادِياً أَباها طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاه ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد ناجِيةً وناجِياً أَباه قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا
وقال أَبو حاتم: سأَلت أَب عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل
وعلى: حر خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَم رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَ أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كان كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إِذ اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس
وتقول: عَليَّ زيداً وعَليّ بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قا أَبو ذؤيب وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَن يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَع أَي بالقِداحِ
وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْ على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنّ الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخ المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازم لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُم ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لم كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق
يقال: ضرب عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه
والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ ف عُنُقهِ
والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بي العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه
يقال: أَعطاه أَلفا وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَ مثل هِراوَة وهَرَاوَى
وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها
والعِلاوَةُ: كلُّ م عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاء والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِن تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُم والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَن شَذَّ
والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْي والثَّنايا السُّفْلى
يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومن قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وه بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله علي وسلم حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِن خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُق قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَ لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف
والعلْيا: اسم للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياء لأَن فَعلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كم أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها ف فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِر الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه
وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك
ورجل عَلُوٌّ للرجال عل مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء الت حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلا واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَه وقَهَرَهُم وعَلاهُم
قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى قال الليث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَ على الغاية
وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ
وقالوا في النداءِ تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر والتَّعالي: الارْتِفاعُ
قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرج تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَ تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْل من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْه عنه
وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى
وعَلا بالأَمْرِ اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ ب كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير (* قوله«العرير» هو هكذا في الأصل
اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِ لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدان هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَ شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيا يقول: إِذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِ ،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلّ به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه
وأَعْلَى عنه: نَزَلَ
وعَلَّى المَتاعَ ع الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاّ مُسْتَكْرَهاً
وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقا أَعْلَوْه ولا عَلَّوه
ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ على قو بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ
ويقال: عالَيْتُه على الحما وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُور عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُور وقال فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَع لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَع أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها
ويقال لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فو الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْ رائِحَتَك ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَ إِنْسِيِّها والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وه أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبع فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِ لم يَفُزْ والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثا ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَب عبيد وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصم وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّه جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِم يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَ لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلا للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها
قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَ عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُ والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ
والعلاة السَّنْدان
وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وه السَّنْدانُ، والجمع العَلا
ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها ف صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَة جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيا أَي طَوِيلَة جَسِيمة
وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصل الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيا ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي في المذكَّر والمؤنّث
وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل ف تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقال للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إِذ مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى
وقال أَبو عمرو: التَّعْلِي أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّ الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَل أَراد المُعَلِّي وقال لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّ تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّ وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعي المُسْتَقيَ بذلك وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوان أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْوانا لما أَرَدْتُ
قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثير مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوا الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء
وناقة عِلْيان طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْيان مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيا وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير ل تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب
والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذك الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم
وصو عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقر الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فارد تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصاره قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف ف الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَن غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيي والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظي العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِية وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِل تَبُوكَ وبه مَسْجِد واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال إِني، إِذا ما لم تَصِلْني خلَّتي وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْت بِعادَه أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعراب لبعض ولد بلال بن جرير لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَل بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْ فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ
والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديد القَويُّ وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَي والعَنْبَر ومازنٍ
وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة عل حِمْلِها
وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجان الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّ المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم عل يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقا الكميت في المُسْتَعْلي والبائن يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرار والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن م الأَيمن
قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَ يَمِينها
والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْ ،يُحْلَب بها
وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَ ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما كأَنهما بابا مُنِيفٍ مُمرَّد وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ (* قوله« هني إلخ هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ
) عَلِيّ أَي يَتَأَنَّث للنساء
وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون م عَلا يَعْلُو
وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إلي يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين
وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَف عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة
يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّو بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون في إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: م ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه
قال وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إِذ طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِين قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِين فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قو الشاعر:فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ * بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِين أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بع ارتفاعٍ
قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعل الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْ لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الل عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْن الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّو اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إلي أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشر المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركا كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلم معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِن أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعا َ البلاد، فإذا كانوا ينزلو أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري علي كثيراً وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها
وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لم تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَت لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون م قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّت وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيـْلِيا لَمّا رأَتْني خلقاً مُعْلَوْلِي فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف
قال الجوهري ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِب الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إل بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن اب الأَعرابي في قوله بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سوا قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كا وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل (* قوله«حادل هكذا في الأصل
) من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر
وعَلْوا ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ
وتِعْلى: اسم امْرَأَ (* قوله «وتعلى اسم امرأة» هكذا في الأصل والتكملة، وفي القاموس: يعلى بكسر الياء
وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي
وحك أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُم غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَل إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً
يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ ف الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر
والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ والمُعَلِّي أَيضاً: (* قوله « والمعلي أيضاً إلخ » هكذا في الأص والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمعلي بكسر اللام الذ يأتي الحلوبة من قبل يمينها، والمعلي أيضاً فرس الاشعر الشاعر، وفرس الأشع المعلى بفتح اللام
) اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر
وعَلْوَى: اسم فَرَ سُلَيكٍ
وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِك وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر
قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فر كانت من سَوابق خَيْل العَرَب

عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْت عُلْوه وفي عُلْوِه
قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُه وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بع الرُّجَّاز وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاّ مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّ وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه وعالاه وعالَى به؛ قال كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّ ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلا فلاناً إذا قَهَرَه
والعَليُّ: الرَّفيعُ
وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أب ذؤيب عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَت نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِل تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم
وأَخذَ من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالو ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قا أَعْشى باهِلَة إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَر ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقو لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عال يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلال جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعال أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِ إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَ تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَ أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه
والعا والسافلُ: بمنزل الأَعْلى والأَسْفل؛ قال ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيه مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِي وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا
قال ابن السكيت: يقال أَتَيْت مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، وم عَلْوَ ومن عَلْوِ
قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكس اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَل وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَل وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَن وأَما قول أَوس فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُ فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام
وقا الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُ بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها ، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلّ الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قول تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوّ الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذ بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما ل تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُ ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصا والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَ تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَم الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها والعَلاءُ: الرِّفْعَة
والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوض دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذه الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَب عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابنا مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كا العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّ باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَ عَلاءً وعَلْواً وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ
والعُلُوُّ: العَظَم والتَّجَبُّر
وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْك الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقا مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا ف الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض
يقال: عَلا فلانٌ ف الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى
وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ
ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَل وتَعَظَّمَ
واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُل والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، ه الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فه أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قا الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيّ الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوق شيء
ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته
وأَما المُتعا: فه الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وق يكون المُتعا بمعنى العا
والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عال واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلم العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَن لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شري له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين وهو العَليُّ العظيم
وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلّ شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا ف مُهْلة
وعَلِيَ ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَ عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بي اللغتين:لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيت (* قوله دأداني وقد جويت» هكذا في الأصل
قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عند عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحك اللحياني عَلا في هذا المعنى ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَب الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه
وفي الحديث: تَعْلو عنه العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِم أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم
وفي حديث قيلة: ل يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ
وف حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وه عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ
واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُ عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة م العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّن بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْل أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ
وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي تَنَحَّ
وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن ل نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا
وفي حدي ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْل عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء ف الوَقْف جيماً
وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّ عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُور أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ م السَّلَع والعُشَر
ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر
وف حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْر عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ث يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِل أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْه بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم
وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَد السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رض الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَ والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَب الشَّرَف، وجمعها المَعالي
قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ
يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَ من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضع حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَري رَفيعٍ
وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِ (* قوله« من علية قومه إلخ» هو بتشديد اللام والياء في الأصل
وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة
قال ابن بري: ويقال رَجل عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْر ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وه في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثل مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنّ هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْو دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضه يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة
وقال الأَصمعي العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج وبِيعَة لِسُورها عِلِيّ وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووز عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة
قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر م عُلِّيَّة
وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بض العين وكسرها وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِد أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه
وفي حديث ابن عمر أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ
وعَوال الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حي خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنه عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّما لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْح ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِل أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذك العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراض المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جه نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر عل غير قياس؛ وأَنشد ثعلب أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامع وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ
وعالوا أَتَوُا العالِيَة
قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلدا وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنث عُلْوِيَّة
ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إِذا أَتى عالِية الحجا ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُحَجَّرٌ وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُه وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً، (* قوله«وعلياً» هكذا في الأصل والمحك بكسر العين وسكون اللام، وكذلك في قراءة ابن مسعود، وفي القاموس وشرحه والعلي بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعلياً اهـ
يعن بكسر العين واللام وتشديد الياء)
وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجب وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماء عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كم يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه م لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبوي ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَب كبير الهُذَلي ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَم جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّ أَي في الظلام
ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاح العُقَيْلي غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَ وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ
وقوله ف الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها وقيل منْ عندها
وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقا رَمَيْتُ بها؛ قال أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَ وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال اب الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو ع صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْل قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فم يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هن بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حدي أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدو ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاّ من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاق المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْت القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَت علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَص للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِض الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لم يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذ عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقال الخنساء:سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَه وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: ل يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إِذا قل عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به
وف الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْ زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه
قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيدا منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حي كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ
قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كله يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة
قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رج منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجه ومع وجهك
وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: عل بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده
قال اب كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْر الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَ الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إِذا جُعِلَت أَخبارا ولا يغْري بها
ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يري النُّهُوض
وتَجِيء عل بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إِذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم
قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قا المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَ الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيد ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَل يَعْلُو؛ قال طرَفة وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِر ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها عل حالها؛ قال الراجز أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواه نادِيَةً ونادِياً أَباها طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاه ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد ناجِيةً وناجِياً أَباه قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا
وقال أَبو حاتم: سأَلت أَب عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل
وعلى: حر خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَم رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَ أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كان كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إِذ اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس
وتقول: عَليَّ زيداً وعَليّ بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قا أَبو ذؤيب وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَن يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَع أَي بالقِداحِ
وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْ على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنّ الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخ المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازم لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُم ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لم كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق
يقال: ضرب عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه
والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ ف عُنُقهِ
والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بي العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه
يقال: أَعطاه أَلفا وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَ مثل هِراوَة وهَرَاوَى
وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها
والعِلاوَةُ: كلُّ م عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاء والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِن تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُم والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَن شَذَّ
والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْي والثَّنايا السُّفْلى
يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومن قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وه بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله علي وسلم حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِن خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُق قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَ لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف
والعلْيا: اسم للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياء لأَن فَعلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كم أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها ف فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِر الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه
وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك
ورجل عَلُوٌّ للرجال عل مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء الت حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلا واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَه وقَهَرَهُم وعَلاهُم
قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى قال الليث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَ على الغاية
وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ
وقالوا في النداءِ تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر والتَّعالي: الارْتِفاعُ
قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرج تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَ تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْل من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْه عنه
وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى
وعَلا بالأَمْرِ اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ ب كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير (* قوله«العرير» هو هكذا في الأصل
اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِ لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدان هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَ شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيا يقول: إِذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِ ،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلّ به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه
وأَعْلَى عنه: نَزَلَ
وعَلَّى المَتاعَ ع الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاّ مُسْتَكْرَهاً
وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقا أَعْلَوْه ولا عَلَّوه
ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ على قو بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ
ويقال: عالَيْتُه على الحما وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُور عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُور وقال فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَع لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَع أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها
ويقال لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فو الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْ رائِحَتَك ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَ إِنْسِيِّها والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وه أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبع فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِ لم يَفُزْ والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثا ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَب عبيد وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصم وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّه جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِم يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَ لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلا للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها
قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَ عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُ والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ
والعلاة السَّنْدان
وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وه السَّنْدانُ، والجمع العَلا
ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها ف صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَة جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيا أَي طَوِيلَة جَسِيمة
وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصل الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيا ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي في المذكَّر والمؤنّث
وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل ف تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقال للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إِذ مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى
وقال أَبو عمرو: التَّعْلِي أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّ الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَل أَراد المُعَلِّي وقال لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّ تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّ وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعي المُسْتَقيَ بذلك وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوان أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْوانا لما أَرَدْتُ
قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثير مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوا الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء
وناقة عِلْيان طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْيان مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيا وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير ل تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب
والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذك الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم
وصو عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقر الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فارد تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصاره قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف ف الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَن غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيي والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظي العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِية وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِل تَبُوكَ وبه مَسْجِد واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال إِني، إِذا ما لم تَصِلْني خلَّتي وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْت بِعادَه أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعراب لبعض ولد بلال بن جرير لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَل بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْ فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ
والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديد القَويُّ وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَي والعَنْبَر ومازنٍ
وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة عل حِمْلِها
وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجان الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّ المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم عل يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقا الكميت في المُسْتَعْلي والبائن يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرار والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن م الأَيمن
قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَ يَمِينها
والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْ ،يُحْلَب بها
وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَ ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما كأَنهما بابا مُنِيفٍ مُمرَّد وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ (* قوله« هني إلخ هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ
) عَلِيّ أَي يَتَأَنَّث للنساء
وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون م عَلا يَعْلُو
وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إلي يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين
وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَف عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة
يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّو بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون في إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: م ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه
قال وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إِذ طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِين قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِين فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قو الشاعر:فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ * بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِين أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بع ارتفاعٍ
قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعل الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْ لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الل عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْن الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّو اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إلي أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشر المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركا كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلم معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِن أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعا َ البلاد، فإذا كانوا ينزلو أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري علي كثيراً وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها
وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لم تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَت لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون م قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّت وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيـْلِيا لَمّا رأَتْني خلقاً مُعْلَوْلِي فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف
قال الجوهري ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِب الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إل بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن اب الأَعرابي في قوله بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سوا قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كا وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل (* قوله«حادل هكذا في الأصل
) من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر
وعَلْوا ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ
وتِعْلى: اسم امْرَأَ (* قوله «وتعلى اسم امرأة» هكذا في الأصل والتكملة، وفي القاموس: يعلى بكسر الياء
وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي
وحك أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُم غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَل إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً
يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ ف الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر
والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ والمُعَلِّي أَيضاً: (* قوله « والمعلي أيضاً إلخ » هكذا في الأص والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمعلي بكسر اللام الذ يأتي الحلوبة من قبل يمينها، والمعلي أيضاً فرس الاشعر الشاعر، وفرس الأشع المعلى بفتح اللام
) اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر
وعَلْوَى: اسم فَرَ سُلَيكٍ
وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِك وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر
قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فر كانت من سَوابق خَيْل العَرَب

عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْت عُلْوه وفي عُلْوِه
قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُه وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بع الرُّجَّاز وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاّ مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّ وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه وعالاه وعالَى به؛ قال كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّ ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلا فلاناً إذا قَهَرَه
والعَليُّ: الرَّفيعُ
وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أب ذؤيب عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَت نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِل تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم
وأَخذَ من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالو ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قا أَعْشى باهِلَة إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَر ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقو لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عال يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلال جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعال أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِ إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَ تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَ أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه
والعا والسافلُ: بمنزل الأَعْلى والأَسْفل؛ قال ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيه مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِي وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا
قال ابن السكيت: يقال أَتَيْت مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، وم عَلْوَ ومن عَلْوِ
قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكس اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَل وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَل وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَن وأَما قول أَوس فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُ فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام
وقا الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُ بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها ، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلّ الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قول تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوّ الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذ بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما ل تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُ ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصا والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَ تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَم الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها والعَلاءُ: الرِّفْعَة
والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوض دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذه الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَب عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابنا مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كا العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّ باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَ عَلاءً وعَلْواً وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ
والعُلُوُّ: العَظَم والتَّجَبُّر
وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْك الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقا مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا ف الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض
يقال: عَلا فلانٌ ف الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى
وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ
ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَل وتَعَظَّمَ
واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُل والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، ه الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فه أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قا الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيّ الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوق شيء
ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته
وأَما المُتعا: فه الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وق يكون المُتعا بمعنى العا
والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عال واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلم العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَن لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شري له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين وهو العَليُّ العظيم
وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلّ شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا ف مُهْلة
وعَلِيَ ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَ عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بي اللغتين:لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيت (* قوله دأداني وقد جويت» هكذا في الأصل
قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عند عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحك اللحياني عَلا في هذا المعنى ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَب الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه
وفي الحديث: تَعْلو عنه العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِم أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم
وفي حديث قيلة: ل يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ
وف حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وه عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ
واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُ عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة م العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّن بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْل أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ
وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي تَنَحَّ
وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن ل نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا
وفي حدي ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْل عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء ف الوَقْف جيماً
وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّ عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُور أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ م السَّلَع والعُشَر
ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر
وف حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْر عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ث يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِل أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْه بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم
وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَد السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رض الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَ والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَب الشَّرَف، وجمعها المَعالي
قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ
يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَ من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضع حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَري رَفيعٍ
وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِ (* قوله« من علية قومه إلخ» هو بتشديد اللام والياء في الأصل
وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة
قال ابن بري: ويقال رَجل عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْر ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وه في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثل مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنّ هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْو دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضه يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة
وقال الأَصمعي العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج وبِيعَة لِسُورها عِلِيّ وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووز عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة
قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر م عُلِّيَّة
وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بض العين وكسرها وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِد أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه
وفي حديث ابن عمر أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ
وعَوال الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حي خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنه عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّما لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْح ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِل أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذك العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراض المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جه نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر عل غير قياس؛ وأَنشد ثعلب أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامع وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ
وعالوا أَتَوُا العالِيَة
قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلدا وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنث عُلْوِيَّة
ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إِذا أَتى عالِية الحجا ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُحَجَّرٌ وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُه وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً، (* قوله«وعلياً» هكذا في الأصل والمحك بكسر العين وسكون اللام، وكذلك في قراءة ابن مسعود، وفي القاموس وشرحه والعلي بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعلياً اهـ
يعن بكسر العين واللام وتشديد الياء)
وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجب وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماء عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كم يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه م لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبوي ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَب كبير الهُذَلي ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَم جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّ أَي في الظلام
ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاح العُقَيْلي غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَ وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ
وقوله ف الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها وقيل منْ عندها
وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقا رَمَيْتُ بها؛ قال أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَ وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال اب الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو ع صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْل قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فم يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هن بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حدي أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدو ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاّ من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاق المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْت القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَت علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَص للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِض الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لم يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذ عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقال الخنساء:سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَه وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: ل يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إِذا قل عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به
وف الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْ زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه
قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيدا منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حي كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ
قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كله يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة
قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رج منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجه ومع وجهك
وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: عل بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده
قال اب كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْر الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَ الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إِذا جُعِلَت أَخبارا ولا يغْري بها
ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يري النُّهُوض
وتَجِيء عل بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إِذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم
قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قا المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَ الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيد ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَل يَعْلُو؛ قال طرَفة وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِر ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها عل حالها؛ قال الراجز أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواه نادِيَةً ونادِياً أَباها طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاه ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد ناجِيةً وناجِياً أَباه قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا
وقال أَبو حاتم: سأَلت أَب عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل
وعلى: حر خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَم رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَ أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كان كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إِذ اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس
وتقول: عَليَّ زيداً وعَليّ بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قا أَبو ذؤيب وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَن يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَع أَي بالقِداحِ
وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْ على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنّ الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخ المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازم لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُم ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لم كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق
يقال: ضرب عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه
والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ ف عُنُقهِ
والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بي العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه
يقال: أَعطاه أَلفا وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَ مثل هِراوَة وهَرَاوَى
وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها
والعِلاوَةُ: كلُّ م عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاء والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِن تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُم والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَن شَذَّ
والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْي والثَّنايا السُّفْلى
يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومن قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وه بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله علي وسلم حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِن خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُق قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَ لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف
والعلْيا: اسم للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياء لأَن فَعلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كم أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها ف فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِر الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه
وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك
ورجل عَلُوٌّ للرجال عل مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء الت حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلا واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَه وقَهَرَهُم وعَلاهُم
قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى قال الليث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَ على الغاية
وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ
وقالوا في النداءِ تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر والتَّعالي: الارْتِفاعُ
قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرج تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَ تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْل من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْه عنه
وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى
وعَلا بالأَمْرِ اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ ب كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير (* قوله«العرير» هو هكذا في الأصل
اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِ لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدان هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَ شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيا يقول: إِذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِ ،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلّ به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه
وأَعْلَى عنه: نَزَلَ
وعَلَّى المَتاعَ ع الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاّ مُسْتَكْرَهاً
وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقا أَعْلَوْه ولا عَلَّوه
ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ على قو بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ
ويقال: عالَيْتُه على الحما وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُور عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُور وقال فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَع لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَع أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها
ويقال لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فو الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْ رائِحَتَك ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَ إِنْسِيِّها والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وه أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبع فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِ لم يَفُزْ والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثا ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَب عبيد وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصم وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّه جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِم يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَ لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلا للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها
قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَ عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُ والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ
والعلاة السَّنْدان
وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وه السَّنْدانُ، والجمع العَلا
ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها ف صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَة جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيا أَي طَوِيلَة جَسِيمة
وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصل الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيا ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي في المذكَّر والمؤنّث
وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل ف تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقال للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إِذ مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى
وقال أَبو عمرو: التَّعْلِي أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّ الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَل أَراد المُعَلِّي وقال لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّ تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّ وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعي المُسْتَقيَ بذلك وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوان أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْوانا لما أَرَدْتُ
قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثير مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوا الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء
وناقة عِلْيان طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْيان مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيا وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير ل تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب
والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذك الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم
وصو عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقر الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فارد تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصاره قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف ف الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَن غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيي والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظي العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِية وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِل تَبُوكَ وبه مَسْجِد واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال إِني، إِذا ما لم تَصِلْني خلَّتي وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْت بِعادَه أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعراب لبعض ولد بلال بن جرير لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَل بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْ فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ
والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديد القَويُّ وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَي والعَنْبَر ومازنٍ
وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة عل حِمْلِها
وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجان الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّ المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم عل يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقا الكميت في المُسْتَعْلي والبائن يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرار والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن م الأَيمن
قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَ يَمِينها
والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْ ،يُحْلَب بها
وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَ ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما كأَنهما بابا مُنِيفٍ مُمرَّد وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ (* قوله« هني إلخ هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ
) عَلِيّ أَي يَتَأَنَّث للنساء
وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون م عَلا يَعْلُو
وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إلي يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين
وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَف عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة
يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّو بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون في إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: م ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه
قال وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إِذ طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِين قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِين فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قو الشاعر:فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ * بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِين أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بع ارتفاعٍ
قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعل الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْ لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الل عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْن الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّو اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إلي أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشر المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركا كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلم معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِن أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعا َ البلاد، فإذا كانوا ينزلو أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري علي كثيراً وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها
وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لم تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَت لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون م قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّت وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيـْلِيا لَمّا رأَتْني خلقاً مُعْلَوْلِي فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف
قال الجوهري ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِب الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إل بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن اب الأَعرابي في قوله بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سوا قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كا وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل (* قوله«حادل هكذا في الأصل
) من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر
وعَلْوا ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ
وتِعْلى: اسم امْرَأَ (* قوله «وتعلى اسم امرأة» هكذا في الأصل والتكملة، وفي القاموس: يعلى بكسر الياء
وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي
وحك أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُم غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَل إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً
يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ ف الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر
والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ والمُعَلِّي أَيضاً: (* قوله « والمعلي أيضاً إلخ » هكذا في الأص والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمعلي بكسر اللام الذ يأتي الحلوبة من قبل يمينها، والمعلي أيضاً فرس الاشعر الشاعر، وفرس الأشع المعلى بفتح اللام
) اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر
وعَلْوَى: اسم فَرَ سُلَيكٍ
وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِك وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر
قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فر كانت من سَوابق خَيْل العَرَب